الأسد يدعو رئيسي لزيارة سوريا وعبد اللهيان: الحوار بين دمشق وأنقرة خطوة مهمة
مكتب التحرير - السبت، ١٤ يناير ٢٠٢٣
https://arapi.thecradle.co/wp-content/uploads/2023/01/Assad-Abdollahyan1-1024x570.jpg

بعد زيارته إلى بيروت، وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، في قصر الشعب، بحسب الرئاسة السورية. وأجرى الرئيس السوري مع ممثل الدبلوماسية الإيرانية، محادثات استمرت نحو ثلاث ساعات

وحضر لقاء الأسد وعبد اللهيان كل من وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري والسفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني، بالإضافة إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني ومستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي ومساعد وزير الخارجية والمدير العام لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية مهدي شوشتري.

وأكّد الجانبان، خلال المحادثات، "العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين، والتعاون الثنائي القائم في مختلف المجالات".

الرئيس السوري أكد، خلال اللقاء، أنّ دمشق "حريصة على التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع إيران بصورة دائمة، ولا سيما أنّ إيران كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضدّ الإرهاب".

وشدد على أنّ "هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات، الذي يشهد تطورات إقليمية ودولية متسارعة من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين".

وأوضح الرئيس السوري أنّ "الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري".

وبيّن أنّ دمشق "لن تسير إلى الأمام في الحوارات (مع تركيا) إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية".

بدوره، أكّد الوزير عبد اللهيان أنّ "سوريا بلد مهم ومؤثر، ولذلك فإن قوة وتنمية سوريا يعني قوة وتنمية المنطقة عموماً وإيران خصوصاً".

وشدد على أنّ "البلدين يقفان في خندق واحد ويتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخر".

كما لفت عبد اللهيان، بعد لقائه الأسد، إلى أنّ بلاده "لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية، وهي ترى أنّ أيّ حوار جاد بين دمشق وأنقرة هو خطوة إيجابية لمصلحة البلدين والمنطقة".

وتطرق الحديث أيضاً إلى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني مع مختلف الأطراف في مؤتمر "بغداد 2″، والذي انعقد في عمّان أواخر ديسمبر 2022، والمناقشات الجارية من أجل استئناف المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.

ونقل الوزير الإيراني إلى الرئيس الأسد تحيات المرشد الإيراني،ـ السيد علي خامنئي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

من جهته، أعلن أمير عبد اللهيان أنّ الرئيس السوري، بشار الأسد، وجّه دعوة إلى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي من أجل زيارة دمشق.

وأكد أنّ طهران "ستبذل كل الجهود لإجراء هذه الزيارة".

يذكر أنّ هذه الزيارة هي الخامسة لوزير الخارجية الإيراني الى سوريا منذ تسلّمه منصبه والأولى في العام 2023، حيث زارها في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ اكتوبر العام 2021، وكانت الزيارة الثالثة إلى دمشق في نيسان/ أبريل الماضي بعد زيارته إلى بيروت، وقام بزيارة لدمشق للمرة الرابعة في 2 تموز/ يوليو ا2022.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن وزير الخارجية الإيرانية وصل إلى دمشق في زيارة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الدولة، تتناول العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات الإقليمية والدولية في المنطقة.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الوزير الإيراني لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي.

الإعلام العبري تابع الزيارة وقالت "القناة 13" العبرية "التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وبحث الطرفان تعزيز "محور المقاومة"، والهجمات "الإسرائيلية" الأخيرة في سوريا".

كان عبد اللهيان قد أكد في ختام زيارته للبنان على أهمية وحدة وسلامة واستقرار سوريا. وقال في مؤتمر صحافي، نحن سعداء بالحوار بين "سوريا وتركيا ونعي تماماً أن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على مصلحة البلدين".

وفي 8/01/2023، تلقى وزير الخارجية السورية فيصل المقداد اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما على مختلف المستويات لما فيه مصلحة الشعبين في سورية وإيران.

وجدد عبد اللهيان دعم إيران لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وأكَّد استمرار الدعم الذي تتلقاه سورية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حربها على الإرهاب، وحرص بلاده على تقديم كافة أشكال الدعم الاقتصادي لسورية في مواجهة العقوبات الاقتصادية القسرية المفروضة عليها من قبل الغرب.

وكان أمير عبد اللهيان قد التقى في بيروت نظيره عبد الله بو حبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إضافةً إلى عددٍ من الشخصيات السياسية وممثلي الاحزاب اللبنانية والفلسطينية.

كذلك، التقى الوزير الإيراني أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، حيث جرى استعراض لآخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين ‏والمنطقة.

وخلال زياته، قال أمير عبد اللهيان إنّ "إيران ستكون دائماً إلى جانب الشعب اللبناني قيادة وجيشاً ومقاومةً، وهي لن تألوا جهداً للوقوف إلى جانبه، ومساعدته للخروج من محنته وأزمته الاقتصادية"، ودعا لبنان بكافة أطرافه إلى "الاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية".

ومن المقرر أن يتوجّه أمير عبد اللهيان بعد زيارته بيروت ودمشق إلى موسكو، الأسبوع المقبل، ليلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، من أجل استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى الاتفاق على منطقة تجارة حرّة بين إيران وروسيا.

الأكثر قراءة