من نحن؟

عندما بدأ الزملاء مشروع The Cradle، في آب 2021، اختاروا له تسمية “المهد”، إيماناً منهم بأن منطقة غرب آسيا هي مهد الحضارة. وكان الموقع، ولا يزال، معبّراً عن تجربة يُراد منها إيصال أصوات أهل بلادنا، لقرّاء الإنكليزية، بلغة مختلفة عن الإعلام السائد غرباً، وبعيداً عن الاستشراق كما عن انحياز غالبية ما يُكتب باللغات الأجنبية عن إقليمنا لمنظومة الهيمنة في العالم.

تجربة “The Cradle  عربي” هي في جزء منها مرآة لتجربة The Cradle، لكن ستكون لها شخصيتها المستقلة مهنياً.

الأسباب التي حتّمت ولادة The Cradle  هي ذاتها التي دفعت بنا إلى إطلاق موقعنا هذا. وهذه الأسباب هي مهنية – سياسية. رغم السيل الجارف لوسائل التواصل الاجتماعي، ورغم أن منظومة الهيمنة تكاد تحتكر ما تزعم أنه حقيقة وتختار للعالَم الزائفَ من الحقيقيّ، إلا أننا لا نزال نؤمن بالحاجة إلى وجود منصات إعلامية تعالج قضايا غرب آسيا، ضمن الفضاء الأوراسي، بصورة مختلفة عن السائد. منصات تعنى بالملفات الجيوسياسية بالدرجة الأولى، منحازة إلى كل مَن يواجه منظومة الهيمنة، تقول ما ينبغي أن يُقال كما ينبغي أن يُقال. منصات تسعى إلى تقديم محتوى إعلاميّ يتّسم بأعلى قدر ممكن من المهنية والموضوعية، وفقاً للشروط والقيم والمصطلحات التي يحدّدها أصحاب الأرض لا تلك التي تُرسَم لنا في بلاد شمال الأطلسي. كذلك الأمر بالنسبة للمسميات الجغرافية والإقليمية التي نختارها لأوطننا. فهي إما دول بحدودها الحالية، أو أقاليم واتحادات وتجمعات يسمّيها أهلها كـ”سوريا” و”سوراقيا” و”المشرق العربي” و”مجلس التعاون لدول الخليج العربية” و”الخليج الفارسي” و”تركيا” و”باكستان”… هي “غرب آسيا” لا “الشرق الأوسط”.

ننطلق اليوم في مرحلة تجريبية، وكلّنا أمل في أن نعبّر عن نزعة استقلالية أصيلة في بلادنا، ترمي إلى تحقيق سيادة كاملة غير منقوصة على الأرض والموارد، بالتفاعل مع المحيط الصديق. والسيادة هنا لا تعني البتة الانتقال من قطب إلى آخر، بل استغلال اللحظة التاريخية التي يعيشها الكوكب، لجهة التشققات في نظام الهيمنة، بما يتيح للشعوب حجزَ موقعٍ سيّد لها في الجديد الذي لم يولد بعد.

ننطلق اليوم، على أمل أن نكون عند حُسن ظن قرائنا.

أهلاً بكم في “The Cradle  عربي”